تعديل

الأحد، 31 ديسمبر 2017

فائدة نفيسة عن شيخ الإسلام ابن تيمية في أصل موضوع سنن الدَّارقطني

فائدة نفيسة عن شيخ الإسلام ابن تيمية في أصل موضوع سنن الدَّارقطني


قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في كتاب التِّسعينية (3/922) في سياق كلامه عن أبي المعالي الجويني وضعفِ معرفته بالحديث:
"ولكن أبو المعالي مع فرط ذكائه وحرصه على العلم وعلوِّ قدره في فنِّه كان قليلَ المعرفة بالآثار النبويَّة، ولعلَّه لم يطالع الموطَّأ بحال حتَّى يعلم ما فيه، فإنَّه لم يكن له بالصَّحيحين البخاريِّ ومسلمٍ، وسنن أبي داود والنَّسائي والتِّرمذي وأمثال هذه السُّنن علم أصلًا، فكيف بالموطَّأ ونحوه، وكان مع حرصه على الاحتجاج في مسائل الخلاف في الفقه إنَّما عمدته سنن أبي الحسن الدَّارقطني، وأبو الحسن مع تمام إمامته في الحديث فإنَّه إنَّما صنَّف هذه السُّنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه، ويجمع طرقها، فإنَّها هي الَّتي يحتاج فيها إلى مثله، فأما الأحاديث المشهورة في الصَّحيحين وغيرهما فكان يستغني عنه في ذلك، فلهذا كان مجرَّد الاكتفاء بكتابه في هذا الباب يورث جهلًا عظيمًا بأصول الإسلام، واعتبر ذلك بأنَّ كتاب أبي المعالي الَّذي هو نخبة عمره: "نهاية المطلب في دراية المذهب" ليس فيه حديثٌ واحدٌ معزوٌ إلى صحيح البخاري إلَّا حديثٌ واحد في البسملة، وليس ذلك الحديث في البخاري كما ذكره".