تعديل

الجمعة، 19 يناير 2018

نِدَاءٌ إِلَى كُلِّ سَلَفِيٍّ صَادِقٍ


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أما بعد:
فقد مرَّ على بداية الفتنة بين السلفيين في بلادنا الحبيبة قريب من شهرين، طغى فيها الخلاف، وانتشر فيها السب والتشهير، فشمت الأعداء، وفرح الحساد، وترك كثير من السلفيين الثغور التي كانوا عليها، فمر المولد من غير كبير تحذير، ومرَّت احتفالات رأس السنة وميلاد المسيح فذهب عدد من الجزائريين للاحتفال به حتى تزاحموا على مداخل تونس ولا نكير، ومرت طعوناتٌ رعناء خبيثة في السنة النبوية وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض القنوات الخاصة فعُدِم المنكر والمنذر والمحذر. فنعوذ بالله من الفتن التي تقطع الخير عن الناس، وتشغلهم بما لا فائدة فيه.
هاقد جاءت نصيحة الشيخ ربيع بن هادي ـ حفظه الله ـ، صريحة مدويَّة، وهو الإمام الخبير الذي قضى عمره في محاربة المبطلين وجَمْعِ كلمة السلفيين في أنحاء العالم، فنصح باجتماع الكلمة، وحذَّر من الفرقة والاختلاف، ونبَّه إلى أنَّ الأخطاء الموجودة لا تستوجب التَّحذير والإسقاط، وإنَّما تُعالج بالنَّصيحة بالحكمة، وحذَّر من العجلة، وتأيَّدت كلمته بكلمة الوالد المشفق عبيد الجابري ـ حفظه الله ـ، فاتَّفقت كلمتهما على الدعوة إلى التعقُّل والاجتماع ووأد الخلاف.
فجزاهما الله عن السلفيِّين خيرًا، وحفظهما الله وأطال عمرهما في طاعته.
والحمد لله الذي أبقى في الأمَّة علماء أمناء نصحاء يدعون إلى الخير.
فيا معاشر السلفيين! إن كنتم للنَّصيحة مستمعين، وعن الحقِّ والهدى باحثين، وعلى مصلحتكم ومصلحة أهل البلاد حريصين، فاجمعوا قلوبكم على الحقِّ، وتناسوا حظوظ النَّفس وأهواءها، وأغيظوا الشَّيطان وأعوانَه من شياطين الإنس المتربِّصين بكم وبدعوتكم.
والله لقد عمَّ البلاء حتَّى شمل الصِّغار والكبار، وعمَّ الرجال والنِّساء، وأصاب القريب والبعيد، فالله الله في هؤلاء المساكين الذين لا يفقهون من خلافاتكم شيئًا، ولا حظَّ لهم منها إلَّا الشك في منهجكم، بل ربَّما في دينكم من الأساس!
اللَّهم وفقنا ووفِّق مشايخنا للاجتماع على الحقِّ، وجمع الكلمة على الهدى والخير