تعديل

الأحد، 31 ديسمبر 2017

من نفائس الطيب العقبي

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


(( من نفائس الطيِّب العقبي ))



فصل القضيَّة بين شوقي و أبي العلاء


قال أبو العلاء المعري فيما قال من اعتراضاته على القضاء والقدر:

هذا جناه أبي عليــــْ//ـــــــــيَ وما جنيتُ على أحدْ

فعارضه شوقي بقوله:

بيني وبينَ أبي العلاء قضيَةٌ // في العلم أسترعي لها الحكماءَ

هو قد رآى نُعمَى أبيه جنايةً // وأرى الجنايةَ من أبي نعماءَ

فانتدب الشَّيخ الطيِّب العقبي ـ رحمه الله ـ مجيبًا استرعاءَ شوقي لمَّا آنس من نفسه حكمةً تؤهِّلُه لفصل الحكومةِ بينهما فقال في ذلك أبياتًا حكاها صاحب «شعراء الجزائر في العصر الحاضر» (ص138)، وهي:


قد قال شوقي في الحديثِ مقالةً // في شعرِه نادَى لها الحكماءَ

ردًّا على شيخٍ تقادمَ عهدُهُ // ورآهُ من جهةِ البرورِ أساءَ

فأجبتُه: لو كنتَه لعذرتَهُ // أو كان مثلَك قولُه ما جاءَ

فاشكر أباك فقد حَييتَ منعَّما // وأبو العلاءِ قَضَى الحياةَ شقاءَ

فلئن رآى نُعمى أبيه جنايةً // فلقد أصابَ لِمَا به قد باءَ

ولئن تَرى أنت الجنايةَ نعمةً // فالحقُّ قولُك، ما نطقتَ هراءَ

كلٌّ أصابَ إذا نظرتَ لحالهِ // واللهُ أنفَذَ فيكُما ما شاءَ