تعديل

الأحد، 31 ديسمبر 2017

منزلة الرافضة عند الكلاب

بسم الله الرحمن الرحيم



منزلة الرافضة عند الكلاب


يبين هذه المنزلة حكاية قرأتها في كتاب"المنثور من الحكايات والسؤالات ص/41" للحافظ الجوال أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ت 507) وهو كتاب حوى من لطائف العلم ونكت الفوائد وعيون الأخبار وعزيز الحكايات ما لا يوجد في سواه، وقد فُقد كاملا ووصلنا منه منتقى لطيف قام بنشره محققاً الأستاذ جمال عزون-وفقه الله-، وصدر بطبعته الأولى سنة 1430 عن دار المنهاج بالرياض.
قال الحافظ ابن طاهر: سمعت عبد المؤمن بن عبد الصمد الزاهد بتنّيس يقول:

كان عندنا بتنّيس رجل رافضي، وكان على طريق مسكنه كلب يعبر عليه كل من بالمحلّة من صغير وكبير فلا يتأذي به، إلى أن يعبر ذلك الرافضي فيقوم ويمزق ثيابه ويعقره، إلى أن كثر ذلك منه واشتهر به فشكا إلى صاحب السلطان -وكان من أهل مذهبه- فبعث من ضرب الكلب وأخرجه من المحلّة ،ففي بعض الأيام نظر الكلب إلى ذلك الرجل الرافضي وهو جالس على بعض الدّكاكين في السوق، فصعد على ظهر السوق وحاذى الرافضي وخرئ عليه، فخرج الرجل من تنّيس من خجالته.
قال ابن طاهر: فلما حكى لي الشيخ عبد المؤمن هذه الحكاية وكان في مجلسه جماعة من أهل البلد فكلّهم عرفوا الحكاية وصاحبها وحكاها لي ،وهي عندهم مشهورة بتنّيس اهـ.
قلتُ : وهذا الكلب كما أنه أخزى الرافضي فقد أضاف فضيلة للكلاب ،فقد كتب ابن المرزبان "تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب" فعد من فضائلها جملة وفاتته هذه الفضيلة التي هي بغض الرافضة فلتستدرك
ونظير هذه الحكاية من بعض الوجوه ما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (14/115) عند قوله تعالى من سورة الجنّ: ((وأنّا منّا الصّالحون ومنّا دون ذلك كنّا طرائق قدداً ))
قال ابن كثير: قال أحمد بن سليمان النجاد في أماليه: حدثنا أسلم بن سهل بحشل حدثنا علي بن الحسن بن سليمان وهو أبو الشعثاء الحضرمي شيخ مسلم حدثنا أبو معاوية قال:سمعت الأعمش يقول:" تروّح إلينا جني فقلت له: ما أحب الطعام إليكم ؟قال:الأرز، قال:فأتيناهم به فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا فقلت:فيكم من هذه الأهواء التي فينا ؟قال:نعم ،قلت:فما الرافضة فيكم ؟قال:شرنا "
قال ابن كثير: عرضت هذا الإسناد على شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي فقال:"هذا إسناد صحيح على الأعمش".
فهذا يدل على أن القوم ما دخلوا في فئة إلا كانوا شرها شرا
فقبح الله قوما عموا عن هذه الحقيقة حتى جنحوا إلى التقريب بينهم وبين أهل السنة فما أبعد ما أمّلوا، فليتصالح الرافضة مع كلابنا أولا، ثم ننظر فيما وراء ذلك.



26 شوال 1433