تعديل

السبت، 30 ديسمبر 2017

ورقة كريمة وفائدة عظيمة لكن مع ذكرى أليمة


بسم الله الرحمان الرحيم


ورقة كريمة وفائدة عظيمة لكن مع ذكرى أليمة


الحمدلله،وبعد:
فقد وجدت في أثناء كتابٍ لي ورقةً مطويّـة،فلما فتحتها أقرؤها اغرورقت عيناي دمعاً لما هاجته من ذكرى أناس درجوا فما إن أرى لهم في الناس أمثالا
إنها ورقة مكتوبة بخط فضيلة الشيخ يوسف الدخيل-تغمّده الله برحمته-
قصّتها أني كنت أقرأ عليه يومها من "منهج السالكين" للشيخ عبد الرحمان بن ناصر السعدي-رحمه الله-عند الكلام على شروط الصلاة فمرّ بنا حديث أبي سعيد:"الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام"وفي حاشية المعلّق نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- تعليقاً على الحديث،فأكبره الشيخ واستحسنه-مع سبق معرفته به - ثم أخذ ورقة يُلخّص النقل المذكور فكتب:
"قال ابن تيمية:أسانيده جيدة ومن تكلم فيه فما استوفى طرقه
والمقصود الأكبر بالنهي عن الصلاة عند القبور ليس هو مظنة نجاسة المقبرة وإنما هو مظنّة اتخاذها أوثانا"

هكذا كان حبّه العظيم للعلم والتحقيق والسنة والتوحيد واحتفاله بها وبأهلها
ثم هو مثال جيّد لما يُقيّد من الفوائد وكيف يُلخّص المقصود منها،وارجع إلى النقل المذكور لترى أن الشيخ جاء بلبّه في كلمتين
وفي أسفل الورقة مكتوب بخطي من لفظ الشيخ-رحمه الله-:
"محمد الطيب الأنصاري كان له حلقة في المسجد النبوي وكان أشعريا،ما أظن أن أهل المدينة حضروا لأحد كما حضروا له
ثم هداه الله على يد شيخنا الشيخ تقي الدين الهلالي والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة
إذ استدعياه وأكرماه وعرضا عليه مذهب أهل السنة،فقال أنظراني وقتا،ثم بقي شهرا وأرسل عبده بالموافقة فرجع إلى مذهب أهل السنة (وألف على طريقتهم كتباً)منها نظم كشف الشبهات وتقريب ثلاثة الأصول في سؤال وجواب
وهو جاء من بلاد الشيخ حماد الأنصاري:مالي،من تونباكتو،وكانت حاضرة العلم في بلاد أفريقيا آنذاك"اهـ


والأنصاري له ترجمة في"الأعلام"6/178
و"معجم المؤلفين المعاصرين"629
و"معجم المؤلفين" 3/372
و"المبتدأ والخبر"5/134-142
وليس فيها كلها ما هاهنا فهو مما يستفاد فيُزاد
وقد ذكر الأولان أن له ترجمة في الأعداد5-8من مجلة"المنهل"سنة 1365هـ ولم يتهيّأ لي الاطلاع عليها لأنظر ذلك فيها
هذه معان اختلجت في نفسي وأنا أردّد الطرف في تلك الوريقة فنازعتني يداي إلى تدوينها فإن وجدت منها عائدة وإلا فحسبي منك أن تقول بقولي:
اللهم ارحم شيخنا أبا عزام رحمة ينال بها أعلى الدرجات عندك،وارحم سائر مشايخنا وعلمائنا وأهل الفضل علينا،واجمعنا معهم جميعا في دار كرامتك إنك أنت الوهاب
وصلى الله على نبينا وآله