تعديل

السبت، 30 ديسمبر 2017

تشبيه الحسن والحسين بإسماعيل وإسحاق النبيين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.
وبعد:
فهذه درّة مختصرة لطيفة،ونكتة مستحسنة شريفة في تشبيه الحسن والحسين رضي الله عنهما بإسماعيل وإسحاق عليهما السّلام،نبّه على أصلها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "رسالته إلى المنسوبين إلى التشيّع في العراق ومشهد المنتظر" وهي مطبوعة ضمن المجموع الثالث من "جامع المسائل" الذي يقوم عليه الفاضل محمد عزير شمس ص:99
و الذي لي منها هو التهذيب للتقريب مع زيادة شيء يسير يبين بمراجعة الأصل.
1-فمن ذلك أن إسماعيل وإسحاق عليهما السّلام ولدا الخليل الأول كما أن الحسن والحسين ولدا الخليل الثاني فالكلّ من نسل خليل غير أن هذين ابنا بنت والآخران ابنا صلب
2-وكما أن إبراهيم ليس له عقب إلا من إسماعيل وإسحاق فكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم لم يستمرّ له نسل إلا من الحسن والحسين
3-وكما أن إسماعيل من ولد إبراهيم هو أكبرهما وأحلمهما قال الله في حقه (وبشرناه بغلام حليم) فكذلك الحسن من ولد النبي صلى الله عليه وسلم هو أكبرهما وأفضلهما وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن ابني هذا سيّد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) أخرجه البخاري
4-وكما أن غالب الأنبياء من ذرّية إسحاق فكذلك أكثر السادة الأئمة من ذرية الحسين
5-وكما أن خاتم الأنبياء الذي طبّق أمره مشارق الأرض ومغاربها وهو نبيّنا صلى الله عليه وسلم كان من ذريّة إسماعيل فكذلك الخليفة الراشد المهدي الذي بشّر به النبيّ صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان وهو آخر الخلفاء يكون من ذريّة الحسن
فانظر كيف قسم الفضل بين الأبناء كما قد قسم قبل بين الآباء فإبراهيم عليه السلام لما فضله نبينا صلى الله عليه وسلم في نفسه عوّض بأن جعل الفضل في نسله إذ كانوا أنبياء مصطفين، وأبناء نبيّنا صلى الله عليه وسلم ليسوا بأنبياء.
وإسماعيل لما كان أفضل الأنبياء في نسله وهو نبينا صلى الله عليه وسلم عوّض إسحاق بأن جعل أغلبهم في عقبه وهم أنبياء بني إسرائيل.
كما عوّض الحسين بكثرة السادة الأئمة من آل البيت في ذريته لّما فاته كون المهدي المبشّر به منهم، فجعل الفضل في نسل الفاضل والسّواد والكثرة في نسل المفضول.
ولما تقدم وغيره كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول للحسن والحسين:(أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) ويقول:(إن إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق) رواه البخاري.