بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
ثمَّ ملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ثمَّ ابنه عبد الملك، ثمَّ الوليد بن عبد الملك، ثمَّ أخوه سليمان، ثمَّ ابن عمه عمر بن عبد العزيز، ثمَّ يزيد بن عبد الملك ثمَّ هشام بن عبد الملك، ثمَّ الوليد بن يزيد، ثمَّ يزيد بن الوليد، ثمَّ أخوه إبراهيم الناقص، وهو ابن الوليد أيضًا، ثمَّ مروان بن محمد الملقَّب بالحمار، وكان آخرهم، فكان أوَّلهم اسمه مروان وآخرهم اسمه مروان.
وكان أول خلفاء بني العباس السفاح، واسمه عبد الله، وكان آخرهم المستعصم واسمه عبد الله.
كذلك أول خلفاء الفاطميين اسمه عبد الله المهدي، وآخرهم عبد الله العاضد.
وهذا اتِّفاق غريب جدًّا، قل من يتنبه له، والله سبحانه أعلم»اهـ.
ومن محاسن هذا الاتِّفاق اتفق آخر تابع له وهو أن ابن كثير أورده بعد إيراد قصَّة سقوط عاصمة الخلافة الَّتي تتفطَّر لها القلوب كمدا، وتذوب منها الجبال حسرة، فلو انفصل عنها القارئ إلى سواها على حاله لأوشك أن لا يفارق الحزن قلبه آخر ما عليه، فأوردها هناك رحمه الله فاتَّفق أنَّ فيها ما يسلِّي عن بعض الهمِّ الذي يعتصر الفؤاد حزنًا بعد تلك الحوادث، والله المستعان.