تعديل

الأحد، 31 ديسمبر 2017

اتفاق غريب جدا في أسماء أول وآخر الخلفاء

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

هذه واحدة من نفائس الجواهر التي نثرها الحافظ ابن كثير رحمه الله في أثناء تواليفه العجيبة البديعة المستوعبة، ومن ذلك كتاب «البداية والنهاية»، فبعد أن ساق حوداث الإسلام إلى سنة (656)، السنةِ التي بها نهاية الخلافة العباسيَّة، انتبه رحمه الله إلى شيء عجيب طريف، وهو أنَّ الخلافة الأموية والعباسية وأيضًا دولة الفاطميين الشيعة ببلاد المغرب كلُّ واحدة منها كان اسم أول الملوك فيها موافقا لاسم آخرهم، فقال رحمه الله في تقرير ذلك (17/367): «كان أوَّل ملوك الإسلام من بني أبي سفيان معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، ثم ابنه يزيد، ثم ابن ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية، وانقرض هذا البطن المفتَتَح بمعاوية، المختتم بمعاوية.
ثمَّ ملك مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ثمَّ ابنه عبد الملك، ثمَّ الوليد بن عبد الملك، ثمَّ أخوه سليمان، ثمَّ ابن عمه عمر بن عبد العزيز، ثمَّ يزيد بن عبد الملك ثمَّ هشام بن عبد الملك، ثمَّ الوليد بن يزيد، ثمَّ يزيد بن الوليد، ثمَّ أخوه إبراهيم الناقص، وهو ابن الوليد أيضًا، ثمَّ مروان بن محمد الملقَّب بالحمار، وكان آخرهم، فكان أوَّلهم اسمه مروان وآخرهم اسمه مروان.
وكان أول خلفاء بني العباس السفاح، واسمه عبد الله، وكان آخرهم المستعصم واسمه عبد الله.
كذلك أول خلفاء الفاطميين اسمه عبد الله المهدي، وآخرهم عبد الله العاضد.
وهذا اتِّفاق غريب جدًّا، قل من يتنبه له، والله سبحانه أعلم»اهـ.
ومن محاسن هذا الاتِّفاق اتفق آخر تابع له وهو أن ابن كثير أورده بعد إيراد قصَّة سقوط عاصمة الخلافة الَّتي تتفطَّر لها القلوب كمدا، وتذوب منها الجبال حسرة، فلو انفصل عنها القارئ إلى سواها على حاله لأوشك أن لا يفارق الحزن قلبه آخر ما عليه، فأوردها هناك رحمه الله فاتَّفق أنَّ فيها ما يسلِّي عن بعض الهمِّ الذي يعتصر الفؤاد حزنًا بعد تلك الحوادث، والله المستعان.